علاقة إسرائيل مع دول الجوار || مصر (5)

جلال رمانة

كاتب وباحث في الشأن العبري

اتفاقية كامب ديفيد 

بدأت المفاوضات المباشرة في الرابع من شهر تشرين اول من العام 1978 وانتهت بعد عشرة أيام ،شارك من الجانب الإسرائيلي مناحيم بيغن وموشيه ديان وعيزر وايزمان، الاتفاق توصل الى اتفاق، وكان التقدير الداخلي الإسرائيلي أن السادات إذا صمم على استعادة حبة الرمل الأخيرة مما احتل من مصر في العام 1967 أن يتم إعادة قطاع غزة له، لكن إسرائيل أصرت في البداية على إبقاء غزة فحصلت عليها، الاتفاق صوت بجانبه معظم أعضاء الكنيست ، إسرائيل تنسحب الى الحدود وفق العام 1906 ويبدأ بتطبيع العلاقات بين الدولتين ،وبالفعل بدأ بتطبيق الاتفاق وتم منح السادات وبيغن جائزة نوبل ،وبعد ثلاث سنوات تم اغتيال السادات .[1]

وقد اشتمل الاتفاق على حل يخص القضية الفلسطينية (دون اشتراك الفلسطينيين)بحيث تجري مفاوضات مستقبلية تخص مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بحيث تمنح حكماٌ ذاتياٌ لفترة خمس سنين ثم تبدأ المفاوضات على الوضع النهائي والذي ينتهي بموجبه الحكم العسكري والإدارة المدنية ليحصل الفلسطينيون على حكم ذاتي كامل ، ويتم إفراز ممثلين عن السكان الفلسطينيين بالانتخابات عامة تشرف عليها مصر والأردن وإسرائيل ،تقام شرطة فلسطينية لحفظ الأمن وتتشارك الأردن ومصر بدوريات مشتركة على الحدود، وبعد السنة الثالثة يبدأ بالمفاوضات للوضع النهائي، ويتم تشكيل لجنة لبحث مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.يلاحظ أن هذه المبادئ استخدمت نفسها في إعلان المبادئ "غزة وأريحا". [2]



نظرة إسرائيل للرئيس حسني مبارك

حكم الرئيس حسني مبارك ما يزيد عن الثلاثين عاماٌ، وحاول تقليد الأسلوب السوري بتوريث الرئاسة لابنه جمال بعد أن أدخل 34 تعديلاٌ على الدستور المصري وعلى رأس هذه التعديلات أن الحزب الذي يتصف بالديني لا يستطيع أن يتنافس بالانتخابات، مما مس مباشرة بالخصم الرئيس لمبارك وهي حركة "الإخوان المسلمون ".[3]

لخص سفير إسرائيل السابق في مصر يتسحاق لافون العلاقات زمن حسني مبارك:

"بأن مبارك قد اشترط للتطبيع الكامل حل القضية الفلسطينية ويوجد إجماع بين النقابات المهنية لفرض مقاطعة ضد إسرائيل، ووسائل الإعلام المصرية تبث برامج معادية لإسرائيل ولم يتبق إلا ثلاثة مجالات بين الدولتين:

-العلاقات بين الجيشين وبالتالي تم عقد لقاءات بين الجيشين.

-اتفاقية QIZ.

-أنبوب الغاز الممتد من مصر إلى إسرائيل والأردن الذي أقيم أيام مبارك."[4]


الفترة الانتقالية "حكم المجلس العسكري"

تخوفت إسرائيل جداٌ من الأصوات التي علت أثناء الثورة ضد إسرائيل، والتي طالبت بإعلان إلغاء اتفاقية السلام، فسارع المجلس لإصدار بيان تطميني لإسرائيل بأنه ستتم المحافظة على كل الاتفاقات المبرمة مع الدول المختلفة، هذا البيان هدء من روع إسرائيل وفي هذه الفترة تم تفجير أنبوب الغاز 14 مرة وبالتالي تم إغلاق الضخ في الأنبوب وإلغاء اتفاقية الغاز بحجة أن إسرائيل تجني أكثر من الدول الأخرى من الغاز المصري[5]

لا ينسى سكان المنطقة والإسرائيليون من بينهم الحادثة الخطيرة التي وقعت أثناء حكم المجلس العسكري وهو هجوم الجمهور الغاضب المصري على السفارة الإسرائيلية في القاهرة في شهر أيلول من العام 2011، وشكلوا خطراٌ حقيقيا على حياة الدبلوماسيين الإسرائيليين، الجيش المصري لم يتدخل واضطر الطاقم للهرب من طرق سرية حتى وصل لإسرائيل والتي تعاملت بضبط النفس، لتبقى العلاقات بين الدولتين باقل مستوى.[6]


...................................
الهامش

[1] اورن نهاري (حجر أساس بالشرق الأوسط:40 سنة لاتفاقية كامب ديفيد)، مغازين،20/9/2018.

[2]--------------(اتفاقية كامب ديفيد1978)، معهد رئوت، 28/4/2004.

[3]غبور، اساف (الملوك اختفوا، لكن يحكم مصر حاكم فرد)، مكور راشون،10/4/2018.

[4]لافون، يتسحاق "(سبع سنوات لانقلاب 2011"مصر على مفترق طرق)، آذار 2018.

[5]لافون، يتسحاق (مصدر سابق).

[6]لافون، يتسحاق (مصدر سابق).

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023